Monday, January 29, 2007

مأدبة

وصلتنى هذه المشاركه من صديقه كاتبه سوريه

جوع عتيق يفترس أمعائها ..وظمأ شديد يحرق جوفها .. ذهبت شمالا.. جنوبا.. غربا.. شرقا... جلست على موائد عديدة لكنها لم تشبع ولم ترتو
تريد طعاما من نوع آخر وشرابا مختلفا
- ماأجمل هذه لأرض ! لا بد أن أجد فيها ما يملأ جوفي .
طبيعة خضراء... لتحترق ... ماء عذب رقراق لا بد من تلوثه ... بيوت شامخة يجب أن تهدم .. رجال أسود يحرسون المدينة من كل طامع بها ..يخيفونها إلى حد الرعب القاتل ستعمل على قهرهم بقتلها النساء العزيزات والأطفال الأبرياء .
حكام هذه المدينة يتصارعون فيما بينهم .. مما جعلها تحلم بمأدبة لا مثيل لها .
صديقتها الوحيدة والتي تشبهها كثيرا سارعت تمهد لها الطريق للوصول إلى أهدافها .
أحرقت الأرض .. لوثت المياه ...هدمت المنازل ..قتلت الأطفال والشيوخ والنساء وأخذت تعد لها العدة اللازمة للمائدة التي تريدها.
أما هي فعليها أن تفكر كيف تقيم مائدتها الخاصة ؟؟؟
ادعت أنها حمامة سلام وأقامت مأدبة أتحفتها بكل ما تملك من الحقد والكراهية ورشت عليها بهارات من المجاملات التي ستحقق لها أهدافها
ثم وزعت القبلات هنا وهناك على وجنات من أتخمتهم مائدتها ووعدتهم بالهدايا التي لا مثيل لها في المرة القادمة .
جالت في المدينة تتفرج على معالمها شعرت أن غولا كبيرا قد تحرك بداخلها وعليها إشباعه قبل أن يفترسها .
عينت المكان الذي تريده ثم غادرت لتعود من جديد حاملة نوعا جديدا من الهدايا لا مثيل له .
ترى كيف ستكون هداياها لتشبع الغول الجائع والمتعطش الذي يسكن داخلها ؟
إنها قنابل ذكية مزقت جسد الأطفال إلى قطع وشوتها بنيران الحقد والكره ثم أقامت مأدبة لا مثيل لها دعت إليها حليفتها وأصدقائها ...جلست تتلذذ بمضغ لحومهم الطرية ... وتشرب كأسا من دمائهم الطاهرة ثملت ورقصت طربا على أنغام لؤمها .. ثم وعدت ضيوفها بموائد أكبر وأشهى

No comments: