Monday, October 15, 2007

حظوظ باراك اوباما

عندما اجتمع أوباما مع قلة من أنصاره في خريف 2003، وقال إنه يريد دخول حلبة المنافسة على مقعد في مجلس الشيوخ عن ولاية الينوي، لم يكن أحد يتوقع له الفوز، فماذا حدث؟ منافسه من الحزب الديموقراطي بلير كان أشهر منه وأكثر شعبية إلا ان أوراق طلاقه كشفت انه كان يضرب زوجته، فخلا الجو لأوباما. وهو واجه جاك ريان من الحزب الجمهوري في الانتخابات، فلم تبدأ المنافسة حتى كانت أوراق طلاق هذا المرشح أيضاً تظهر انه كان يحاول ان يأخذ زوجته إلى نوادي جنس، ويريد ممارسة الجنس علناً أمام الأعضاء، فسقط ريان بأسرع مما صعد، وأصبح باراك اوباما عضو مجلس الشيوخ الأصغر (جونيور) عن ولاية الينوي، وفي سجله غير فضائح منافسيه انه محام تخرج من جامعة هارفارد، وكان أول طالب أسود يرأس مطبوعة «لو ريفيو».
استبعد جداً انا شخصيا ان تمنع فضيحة من أي نوع هيلاري كلينتون من الفوز بالرئاسة، ثم استبعد ان يفوز منافسها بترشيح الحزب الديموقراطي على رغم حظه، فاسمه الكامل هو باراك حسين اوباما، واسم أسرته على قافية «أسامة» بالإنكليزية، وهناك عصابة جينية معروفة، وأنصار متسترون لإسرائيل، سيفعلون كل ما في وسعهم لمنعه من تحقيق حلم الرئاسة.
كان والد المرشح مسلماً من كينيا وصل إلى هاواي مبتعثاً للدراسة، وهناك تزوج والدته، وأسرتها من كانزاس، وبعد ولادة الابن عاد الأب إلى كينيا، وانتقلت الأم مع رجل إندونيسي إلى بلاده حيث عاشت فترة، قبل ان يعود باراك إلى هاواي ليقيم مع جديه.
ميديا اليمين تلاحقه كظله، وقد نبشت أصله وفصله، وكانت حملة السناتور قالت في نبذة عنه «انه لم ينشأ كمسلم، وهو مسيحي ملتزم يصلي في كنيسة المسيح المتحدة في شيكاغو (كنيسة بروتستانتية)».
غير ان كتاب اليمين لاحظوا انه عندما حققت «لوس أنجليس تايمز» في الموضوع أصبح رد حملته انه لم يكن مسلماً ممارساً ولكن قضى في صغره وقتاً في جوار مركز إسلامي في الحي.
واستطاعت ميديا اليمين وعصابة إسرائيل ان تأتيا بمعلمين مسلمين وكاثوليك من مدرستين انتسب اوباما إليهما صغيراً، وبزملاء دراسة له قالوا جميعاً انه سجل في المدرستين كمسلم.
تعلمنا ان «كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهوّدانه أو يمجّسانه أو ينصّرانه» وباراك اوباما تركه أبوه صغيراً ونشأ في كنف جديه المسيحيين، فكان ان كبر مسيحياً. غير ان رعب اليمين المتطرف من الإسلام والمسلمين يغري بالكذب في الموضوع، فقد زعمت عصابة الشر الإسرائيلية انه أرسل إلى مدرسة (الكلمة بالإنكليزية لا تعني مدرسة كما نعرفها نحن، وانما مدرسة دينية تُخِّرج متطرفين) في إندونيسيا، وثبت بعد ذلك ان هذا غير صحيح، وشبكة تلفزيون فوكس كررت مرة بعد مرة مثل هذا الكذب لتخويف الناخبين من «مسلم سرّي» يحاول دخول البيت الأبيض.
اوباما نفسه قال: «عندما يكون اسمك باراك حسين اوباما يجب ان تتوقع الجدل، غير انني أعتقد بأن غالبية الناخبين تعرف انني عضو في كنيسة المسيح المتحدة».
المحافظون الجدد يبذلون جهداً ضد اوباما يكاد يكون خارقاً، وهم يثيرون الآن قضية ان المرتد في الإسلام عقوبته القتل، وهل يعتبر اوباما مرتداً، أو انه ترك الإسلام طفلاً، وتهمة الردة لا تقوم ضده. وعندي دراسة عن هذا الموضوع لم يترك كاتبها شيئاً في القرآن أو الحديث أو الفقه، أو المذاهب الأربعة إلا واستشهد به بما يعكس معرفة واسعة في الدين الإسلامي.
مع ذلك، هناك أصدقاء أقوياء للسناتور الأسود، بينــهم البليونير الليبرالي جورج سوروس، والممثل جورج كلوني والممثلة السوداء الحسناء هيل باري التي أبدت استعدادها لحمل الأكواب البلاستيكية للقهوة من أمامه. ثم هناك أوبرا وينفري، مقدمة البرنامج التلفزيوني المشهور الذي يحمل اسمها. وأزيد عليهم تيد سورنسن، كاتب خطابات جون كنيدي، الذي قرر ان يساعده في ايوا، حيث ستجرى أول انتخابات تمهيدية بعد ثلاثة أشهر، وهو يعتبر اوباما أكثر المرشحين شبهاً بجون كنيدي وأخيه روبرت.
ايوا ستعطي اوباما والمرشح الديموقراطي الآخر جون ادواردز فرصة لأنهما قريبان فيها من هيلاري كلينتون، ولعل الحظ يخدم اوباما فصفاته الأخرى كلها إيجابية، وهو كان بين قلة صوتت ضد الحرب على العراق في الكونغرس ويريد سحب القوات الأميركية من هناك تدريجاً، والأميركيون يتحدثون حتى اليوم عن عظمة خطابه في مؤتمر الحزب الديموقراطي في آب (أغسطس) 2004، فلعل القدرة والحظ يخدمانه كما يستحق.
---------
موقع اوباما الرسمى
http://www.barackobama.com/